فصل: فصل: الفرق بين الأمر بذكر النعم والأمر بذكر المنعم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بعهدي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} أمْرٌ وجوابه.
وقرأ الزهريّ: أُوَفّ بفتح الواو وشد الفاء للتكثير.
واختلف في هذا العهد ما هو؛ فقال الحسن: عهده قوله: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63]، وقوله: {وَلَقَدْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ بني إِسْرَائيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثني عَشَرَ نَقِيبًا} [المائدة: 12].
وقيل هو قوله: {وَإِذَ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الذين أُوتُواْ الكتاب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187].
وقال الزجاج: {وَأَوْفُواْ بعهدي} الذي عهدت إليكم في التوراة من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} بما ضمنت لكم على ذلك، إن أوفيتم به فلكم الجنة.
وقيل: {وَأَوْفُواْ بعهدي} في أداء الفرائض على السنة والإخلاص، {أُوفِ} بقبولها منكم ومجازاتكم عليها.
وقال بعضهم: {أَوْفُواْ بعهدي} في العبادات، {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} أي أوصلكم إلى منازل الرعايات.
وقيل: {وَأَوْفُواْ بعهدي} في حفظ آداب الظواهر، {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} بتزيين سرائركم.
وقيل: هو عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه؛ فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم الذي في التوراة وغيره.
هذا قول الجمهور من العلماء، وهو الصحيح.
وعهده سبحانه وتعالى هو أن يدخلهم الجنة.
قلت: وما طلب من هؤلاء من الوفاء بالعهد هو مطلوب منا؛ قال الله تعالى: {أَوْفُواْ بالعقود} [المائدة: 1]، {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله} [النحل: 91]؛ وهو كثير.
ووفاؤهم بعهد الله أمارة لوفاء الله تعالى لهم لا علة له، بل ذلك تفضُّلٌ منه عليهم. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى} بالإيمان والطاعة {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} بحسن الإثابة، والعهد يضاف إلى كل واحد ممن يتولى طرفيه، ولعل الأولَ مضافٌ إلى الفاعل والثاني إلى المفعول، فإنه تعالى عَهِد إليهم بالإيمان والعملِ الصالحِ بنصب الدلائلِ وإرسال الرسل وإنزال الكتب ووعدهم بالثواب على حسناتهم، وللوفاء بهما عَرْضٌ عريض، فأولُ مراتبه منا هو الإتيانُ بكلمتي الشهادة، ومن الله تعالى حقنُ الدماء والأموال، وآخرُها منا الاستغراقُ في بحر التوحيد بحيث نغفُل عن أنفسنا فضلًا عن غيرنا، ومن الله تعالى الفوزُ باللقاء الدائم، وأما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أوفوا بعهدي في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم أوفِ بعهدكم في رفع الآصارِ والأغلال. وعن غيره: أوفوا بأداء الفرائض وترك الكبائر أوفِ بالمغفرة والثواب، أو أوفوا بالاستقامة على الطريق المستقيم أوفِ بالكرامة والنعيم المقيم، فبالنظر إلى الوسائط، وقيل: كلاهما مضافٌ إلى المفعول، والمعنى أوفوا بما عاهدتموني من الإيمان والتزام الطاعةِ أوفِ بما عاهدتُكم من حُسن الإثابةِ، وتفصيلُ العهدين قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ الله ميثاق بَنِى إسراءيل} إلى قوله: {وَلاَدْخِلَنَّكُمْ جنات} الخ وقرئ أوَفِّ بالتشديد للمبالغة والتأكيد. اهـ.

.قال الفخر:

قوله تعالى: {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}.
قالت المعتزلة: ذلك العهد هو ما دل العقل عليه من أن الله تعالى يجب عليه إيصال الثواب إلى المطيع وصح وصف ذلك الوجوب بالعهد لأنه بحيث يجب الوفاء به فكان ذلك أوكد من العهد بالإيجاب بالنذر واليمين: وقال أصحابنا: إنه لا يجب للعبد على الله شيء، وفي هذه الآية ما يدل على ذلك لأنه تعالى لما قدم ذكر النعم، ثم رتب عليه الأمر بالوفاء بالعهد دل على أن تلك النعم السالفة توجب عهد العبودية، وإذا كان كذلك كان أداء العبادات أداء لما وجب بسبب النعم السالفة وأداء الواجب لا يكون سببًا لواجب آخر، فثبت أن أداء التكاليف لا يوجب الثواب فبطل قول المعتزلة بل التفسير الحق من وجهين:
الأول: أنه تعالى لما وعد بالثواب وكل ما وعد به استحال أن لا يوجد، لأنه لو لم يوجد لانقلب خبره الصدق كذبًا والكذب عليه محال، والمفضي إلى المحال محال فكان ذلك واجب الوقوع فكان ذلك آكد مما ثبت باليمين والنذر.
الثاني: أن يقال العهد هو الأمر والعبد يجوز أن يكون مأمورًا إلا أن الله تعالى لا يجوز أن يكون مأمورًا لكنه سبحانه وتعالى جرى في ذلك على موافقة اللفظ كقوله: {يخادعون الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142] {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله} [آل عمران: 54]. اهـ.

.قال الثعالبي:

وقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} أمر وجوابه، وهذا العهد في قول جمهور العلماءِ عامٌّ في جميع أوامره سبحانه ونواهيه ووصاياه لهم، فيدخل في ذلك ذكر محمَّد صلى الله عليه وسلم الذي في التوراة، والرهبةُ يتضمَّن الأمر بها معنى التهديد، وأسند الترمذيُّ الحَكِيمُ في نَوَادِرِ الأُصُولَ له عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: «قَالَ رَبُّكُمْ سبحانه لاَ أَجْمَعُ على عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلاَ أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، فَمَنْ خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ فِي الآخِرَةِ، وَمَنْ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا، أَخَفْتُهُ فِي الآخِرَةِ». انتهى في التذكرة للقرطبيِّ، ورواه ابن المبارك في رَقَائِقِهِ من طريق الحسن البصريِّ، وفيه: قَالَ اللَّهُ: «وَعِزَّتِي، لاَ أَجْمَعُ على عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلاَ أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ؛ فَإذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَإذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» انتهى، ورواه أيضًا الترمذيُّ الحكيمُ في كتاب خَتْمِ الأَوْلِيَاءِ.
قال صاحب الكَلِمِ الفَارِقِيَّةِ، والحِكَمِ الحقيقيَّة: بقدر ما يدخل القلْبَ من التعظيم والحرمة تنبعثُ الجوارحُ في الطاعةِ والخدمة. انتهى. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أن الرهبة هي الخوف قال المتكلمون: الخوف منه تعالى هو الخوف من عقابه وقد يقال في المكلف إنه خائف على وجهين: أحدهما: مع العلم والآخر مع الظن، أما العلم فإذا كان على يقين من أنه أتى بكل ما أمر به واحترز عن كل ما نهى عنه فإن خوفه إنما يكون عن المستقبل وعلى هذا نصف الملائكة والأنبياء عليهم السلام بالخوف والرهبة.
قال تعالى: {يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] وأما الظن فإذا لم يقطع بأنه فعل المأمورات واحترز عن المنهيات فحينئذ يخاف أن لا يكون من أهل الثواب، واعلم أن كل من كان خوفه في الدنيا أشد كان أمنه يوم القيامة أكثر وبالعكس.
روي: «أنه ينادي مناد يوم القيامة وعزتي وجلالي إني لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين من أمنني في الدنيا خوفته يوم القيامة ومن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة» وقال العارفون: الخوف خوفان خوف العقاب وخوف الجلال، والأول: نصيب أهل الظاهر، والثاني: نصيب أهل القلب، والأول: يزول، والثاني: لا يزول.
واعلم أن في الآية دلالة على أن كثرة النعم تعظم المعصية، ودلالة على ما تقدم العهد يعظم المخالفة ودلالة على أن الرسول كما كان مبعوثًا إلى العرب كان مبعوثًا إلى بني إسرائيل.
وقوله: {وإياى فارهبون} يدل على أن المرء يجب أن لا يخاف أحدًا إلا الله تعالى، وكما يجب ذلك في الخوف فكذا في الرجاء والأمل وذلك يدل على أن الكل بقضاء الله وقدره إذ لو كان العبد مستقلًا بالفعل لوجب أن يخاف منه كما يخاف من الله تعالى وحينئذ يبطل الحصر الذي دل عليه قوله تعالى: {وإياى فارهبون} بل كان يجب أن لا يرهب إلا نفسه، لأن مفاتيح الثواب والعقاب بيده لا بيد الله تعالى فوجب أن لا يخاف إلا نفسه وأن لا يخاف إلا نفسه وأن لا يخاف الله ألبتة، وفيها دلالة على أنه يجب على المكلف أن يأتي بالطاعات للخوف والرجاء وأن ذلك لابد منه في صحتها. والله أعلم. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وإياى فارهبون} فيما تأتون وما تذرون خصوصًا في نقض العهد، وهو آكد في إفادة التخصيصِ من إياك نعبد، لما فيه مع التقديم من تكرير المفعول والفاء الجزائية الدالةِ على تضمن الكلام معنى الشرط كأنه قيل: إن كنتم راهبين شيئًا فارهَبوني، والرهبة خوف معه تحرز، والآية متضمنة للوعد والوعيد ودالة على وجوب الشكر والوفاء بالعهد، وأن المؤمن ينبغي ألا يخاف إلا الله تعالى. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال: إسرائيل يعقوب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إسرائيل هو يعقوب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مجلز قال: كان يعقوب رجلًا بطيشًا فلقي ملكًا فعالجه الملك فضربه على فخذيه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به فقال: ما أنا بتارك حتى تسميني اسمًا فسماه إسرائيل. قال أبو مجلز: ألا ترى أنه من أسماء الملائكة إسرائيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كانت الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحق، ومحمد عليهم السلام، ولم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا إسرائيل وعيسى، فإسرائيل يعقوب، وعيسى المسيح.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: أن إسرائيل وميكائيل وجبريل وإسرافيل كقولك عبد الله.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث البصري قال ايل الله بالعبرانية.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا بني إسرائيل} قال: للأحبار من اليهود {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} أي آلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه {وأوفوا بعهدي} الذي أخذت بأعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءكم {أوف بعهدكم} انجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقكم معه واتباعه بوضع ما كان عليهم من الإِصر والأغلال {وإياي فارهبون} أن انزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات {وآمنوا بما أنزلت مصدقًا لما معكم ولا تكونوا أوّل كافر به} وعندكم به من العلم ما ليس عند غيركم {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأوفوا بعهدي} يقول: ما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وغيره {أوف بعهدكم} يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود. مثله.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: هو الميثاق الذي أخذ عليهم في سورة {لقد أخذ ميثاق بني إسرائيل} [المائدة: 12] الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: العهد الذي أخذ الله عليهم وأعطاهم الآية التي في سورة المائدة {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل} [المائدة: 12] إلى قوله: {ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار}.
وأخرج عبد حميد عن الحسن في قوله: {وأفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: أوفوا بما افترضت عليكم أوف لكم بما رأيت الوعد لكم به على نفسي.
وأخرج عبد الحميد وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: أوفوا بطاعتي أوف لكم بالجنة. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {يَا بَنِى إسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ التي أنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}.
حقيقة النعمة على لسان العلماء لذة خالصة عن الشوائب، وما يوجب مثلها فهي أيضًا عندهم نعمة، وعند أهل الحقيقة النعمة ما أشهدك المُنْعم أو ما ذكرَّك بالمنعم أو ما أوصلك إلى المنعم أو ما لم يحجبك عن المنعم.
وتنقسم إلى نعمة أَبشار وظواهر، ونعمة أرواح وسرائر، فالأولى وجوه الراحات والثانية صنوف المشاهدات والمكاشفات. فمن النعم الباطنة عرفان القلوب ومحاب الأرواح ومشاهدات السرائر.

.فصل: الفرق بين الأمر بذكر النعم والأمر بذكر المنعم:

ويقال أمَرَ بني إسرائيل بذكر النِّعَم وأمَرَ أَمَّةَ محمد صلى الله عليه وسلم بذكر المُنعِم، وفرق بين من يقال له: {اذْكُرْ نِعْمَتِى} [المائدة: 110] وبين من يقال له: {فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152].
قوله جلّ ذكره: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ}.
عهدهُ سبحانه حفظ المعرفة وعهدنا اتصال المغفرة، عهده حفظ محابه وعهدنا لطف ثوابه، عهده حضور الباب وعهدنا جزيل المآب.
أوفوا بعهدي بحفظ السر أوفِ بعهدكم بجميل البِر، أوفوا بعهدي الذي قبلتم يوم الميثاق أوفِ بعهدكم الذي ضمنت لكم يوم التلاق، أوفوا بعهدي في ألا تؤثروا عليّ غيري أوف بعهدكم في ألا أمنع عنكم لطفي وخيري، أوفوا بعهدي برعاية ما أثبتُّ فيكم من الودائع أوفِ بعهدكم بما أُديم لكم من شوارق اللوامع وزواهر الطوالع، أوفوا بعهدي بحفظ أسراري أوف بعهدكم بجميل مَبَارِّي، أوفوا بعهدي باستدامة عرفاني أوفِ بعهدكم في إدامة إحساني، أوفوا بعهدي في القيام بخدمتي أوفِ بعهدكم في المِنَّةِ عليكم بقبولها منكم، أوفوا بعهدي في القيام بحسن المجاهدة والمعاملة أوفِ بعهدكم بدوام المواصلة والمشاهدة، أوفوا بعهدي بالتبري عن الحوْل والمُنَّة أوف بعهدكم بالإكرام بالطول والمِنَّة، أوفوا بعهدي بالتفضيل والتوكل أوفِ بعهدكم بالكفاية والتفضل، أوفوا بعهدي بصدق المحبة أوفِ بعهدكم بكمال القربة، أوفوا بعهدي اكتفوا مني بي أوفِ بعهدكم أرضي بكم عنكم، أوفوا بعهدي في دار الغيبة على بساط الخدمة بشدِّ نطاق الطاعة، وبذل الوسع والاستطاعة أوفِ بعهدكم في دار القربة على بساط الوصلة بإدامة الأُنْس والرؤية وسماع الخطاب وتمام الزلفة، أوفوا بعهدي في المطالبات بترك الشهوات أوف بعهدكم بكفايتكم تلك المطالبات، أوفوا بعهدي بأن تقولوا أبدًا: ربي ربي أوفِ بعهدكم بأن أقول لكم عبدي عبدي. وإياي فارهبون، أي أَفْرِدُوني بالخشية لانفرادي بالقدرة على الإيجاد فلا تصح الخشية ممن ليس له ذرة ولا مِنَّة. اهـ.